دور المكملات في دعم صحة مرضى السكري

▪︎ واتس المملكة

.

تُعَدّ المكملات الغذائية الطبيعية أحد الاتجاهات الحديثة في العناية بصحة مرضى السكري، نظرًا لدورها المحتمل في تحسين السيطرة على مستويات السكر، وتعويض النقص الغذائي الناتج عن طبيعة المرض أو الأدوية المستخدمة، وعلى الرغم من أنها لا تُعَدّ بديلًا عن العلاج الطبي، إلا أن كثيرًا من الدراسات تشير إلى مساهمتها الفاعلة في دعم الصحة العامة وتقليل المضاعفات، بشرط استخدامها بشكل مدروس وتحت إشراف طبي.

ما هي المكملات الغذائية الطبيعية؟

المكملات الغذائية الطبيعية هي منتجات مشتقة من مصادر نباتية أو حيوانية أو معدنية، تحتوي على عناصر غذائية يحتاجها الجسم مثل الفيتامينات، والمعادن، والأحماض الدهنية، والمركبات النباتية النشطة. وتُقدَّم غالبًا في شكل كبسولات أو مساحيق أو سوائل لتكملة النظام الغذائي وليس لاستبداله.

وتُستخدَم هذه المكملات لتعويض نقص غذائي معيَّن أو لدعم وظيفة حيوية بالجسم، مثل تعزيز المناعة أو تحسين عمليات الأيض، ويُفضَّل دائمًا اختيار المكملات الطبيعية المعتمدة من هيئات رقابية معروفة لضمان نقائها وسلامتها من الملوثات أو الموادّ الصناعية.

لماذا قد يحتاج مريض السكري إلى مكملات؟

يحتاج بعض مرضى السكري إلى مكملات غذائية بسبب ضعف امتصاص الجسم لبعض العناصر نتيجة الأدوية أو تقلب مستويات السكر في الدم، ما يؤدي إلى نقص في الفيتامينات والمعادن الأساسية، كما أن الحميات المقيدة بالسكريات والنشويات قد تقلل من تنوُّع المصادر الغذائية الضرورية.

ومن جانب آخر، أظهرت الأبحاث أن بعض المكملات قد تساعد في تحسين حساسية الجسم للإنسولين وتقليل الالتهابات المزمنة التي تساهم في تطور المرض، وهو ما يجعلها عنصرًا مساعدًا في الخطة العلاجية الشاملة، شرط الالتزام بإشراف طبي متخصص.

فيتامينات ومعادن مهمة لمرضى السكري

من أهم الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها مرضى السكري: فيتامين D الذي يساهم في تنظيم مستوى الجلوكوز في الدم، والمغنيسيوم الذي يحسّن استجابة الجسم للإنسولين، كما يُعَدّ الكروم عنصرًا دقيقًا يساعد في تحسين عملية نقل الجلوكوز داخل الخلايا.

كذلك يُنصح المرضى بالحفاظ على مستويات كافية من الزنك وفيتامين B12، خاصة لمن يستخدمون أدوية مثل الميتفورمين، إذ قد تؤثر هذه الأدوية على امتصاص بعض العناصر الغذائية الحيوية.

مكملات طبيعية تساعد في تحسين حساسية الإنسولين

ويعتبر حمض الألفا ليبويك (ALA) والقرفة، من بين المكملات التي أثبتت الدراسات فعاليتها في تحسين حساسية الإنسولين، حيث يساعدان على تعزيز استخدام الجلوكوز داخل الخلايا، إذ أظهرت بعض الأبحاث أن النياسيناميد (أحد أشكال فيتامين B3) قد يساهم في دعم وظيفة خلايا البنكرياس المنتجة للإنسولين.

كما أن أوميغا-3 الموجودة في زيت السمك تساهم في تقليل الالتهابات وتحسين أداء المستقبلات الخلوية للإنسولين، مما يجعلها إضافة مفيدة ضمن النظام الغذائي لمرضى السكري من النوع الثاني.

مكملات تساهم في خفض مستويات السكر في الدم

من أكثر المكملات التي نُوقشت علميًا في هذا السياق القرفة، والحلبة، ومستخلص الشاي الأخضر، حيث تُظهر قدرة على خفض مستويات الجلوكوز الصائم وتحسين استجابة الجسم للإنسولين، وتُستخدم هذه المكملات غالبًا كعلاج مساعد بجانب النظام الغذائي والأدوية الموصوفة.

كما يُعد الكروم بيكولينات من المكملات التي تساعد على تعزيز استقلاب الجلوكوز، وتُظهر بعض الدراسات أنه قد يقلل من مستويات السكر في الدم عند الاستخدام المنتظم وتحت إشراف طبي.

مضادات الأكسدة ودورها في حماية الخلايا

يلعب الإجهاد التأكسدي دورًا رئيسيًا في تطور مضاعفات السكري، وهنا يأتي دور مضادات الأكسدة مثل فيتامين C وE وحمض الألفا ليبويك، التي تساعد في حماية الخلايا من التلف الناتج عن الجذور الحرة.

كما أن تناول الأغذية الغنية بمضادات الأكسدة، مثل التوت والرمان والخضروات الورقية، يدعم قدرة الجسم على مقاومة الالتهابات المزمنة ويحافظ على صحة الأوعية الدموية والأعصاب.

الأعشاب والمركبات النباتية المفيدة لمرضى السكري

تُعَدّ الأعشاب مثل الكركم، والجينسنغ، والمورينجا من أبرز المكونات النباتية التي أظهرت دراسات عديدة فعاليتها في خفض مستويات السكر وتحسين حساسية الإنسولين، فالكركمين الموجود في الكركم يعمل كمضاد قوي للالتهابات، بينما يُعتقد أن الجينسنغ يساعد في تنظيم امتصاص الجلوكوز.

كما أن الحلبة تُعد من أقدم الأعشاب المستخدمة في تحسين التمثيل الغذائي للسكر، لاحتوائها على ألياف قابلة للذوبان تُبطئ امتصاص الكربوهيدرات وتساعد في استقرار مستويات الجلوكوز بعد الوجبات.

المكملات ودورها في تقليل مضاعفات السكري

يمكن لبعض المكملات أن تلعب دورًا وقائيًا ضد المضاعفات طويلة الأمد مثل اعتلال الأعصاب أو أمراض القلب، حيث تساعد مكملات أوميغا-3 والكوإنزيم Q10 في تحسين صحة القلب والأوعية، بينما تساهم فيتامينات B المركّبة في حماية الأعصاب من التلف.

وتُشير الأبحاث إلى أن دعم الجسم بالعناصر المضادة للأكسدة والمعادن التنظيمية، قد يخفف من الإجهاد التأكسدي المزمن الذي يُعد أحد أهم أسباب تدهور حالة الأنسجة لدى مرضى السكري.

كيفية استخدام المكملات بأمان ودون تفاعلات دوائية

يُنصح دائمًا بعدم تناول أي مكمل غذائي دون استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية العلاجية، خاصة أن بعض المكملات قد تتفاعل مع أدوية خفض السكر أو أدوية الضغط والكوليسترول، كما يجب الالتزام بالجرعات الموصى بها لتجنّب أي آثار جانبية محتملة.

ويُفضل اختيار مكملات ذات جودة عالية من مصادر موثوقة، مع مراجعة الملصق الغذائي للتحقق من نسب المكونات، والتأكد من خلوها من المواد المضافة أو المحظورة طبيًا.

متى يجب استشارة الطبيب قبل تناول أيّ مكمل؟

يجب استشارة الطبيب قبل البدء في أي مكمل غذائي في حالات معينة مثل الحمل، أو وجود أمراض مزمنة أخرى، أو استخدام أدوية متعددة. فالمتابعة الطبية تتيح التحقق من التفاعلات الممكنة وضبط الجرعات وفق الحالة الصحية.

كما أن الطبيب قد يطلب فحوصات دورية لمتابعة أثر المكملات على مستويات السكر ووظائف الكلى والكبد، مما يضمن تحقيق الفائدة المرجوة بأمان وفعالية.

● تنويه لزوار الموقع (الجدد) :- يمكنك الإشتراك بالأخبار عبر الواتساب مجاناً انقر هنا ليصلك كل ماهو جديد و حصري .

Source akhbaar24

زر الذهاب إلى الأعلى