دول أوروبية تجمد استقبال اللاجئين السوريين بعيد سقوط الأسد
▪︎ واتس المملكة
.
المناطق_متابعات
فور سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، عاد الجدل حول استقبال اللاجئين السوريين إلى الواجهة في أوروبا، الإثنين، حيث أعلنت عدة دول منها ألمانيا، تجميد إجراءات طلب اللجوء للسوريين.
وفي ضوء التقدم الكبير الذي حققته احزاب اليمين المتطرف في الانتخابات الأخيرة في أوروبا، لم يستغرق الأمر 48 ساعة حتى قررت حكومات في كل من ألمانيا والنمسا والسويد والدنمارك والنروج وبلجيكا وبريطانيا وسويسرا تعليق طلبات اللجوء للسوريين، إضافة الى بريطانيا.
ومساء الإثنين، أضيفت إلى القائمة إيطاليا التي تقودها حكومة جورجيا ميلوني اليمينية.
في فرنسا، قالت الوكالة المسؤولة عن دراسة طلبات اللجوء (أوفبرا) إنها “تتابع الوضع في سوريا من كثب”، مؤكدة أن “ذلك قد يؤدي إلى تعليق اتخاذ القرار مؤقتا بشأن بعض طلبات اللجوء المقدمة من مواطنين سوريين، اعتمادا على أسباب تقديمها”.
وبررت برلين تعليق البتّ بطلبات اللجوء للسوريين بــ “عدم وضوح الوضع” في بلادهم، بحسب ما أعلنت وزيرة الداخلية نانسي فيزر، الإثنين.
وتستقبل ألمانيا ما يناهز مليون سوري، وهو العدد الأكبر من السوريين في إحدى دول الاتحاد الأوروبي. ووصل معظمهم خلال العامين 2015 و2016 في عهد المستشارة السابقة أنغيلا ميركل.
وقالت فيزر، الإثنين، إن “نهاية الاستبداد الوحشي للدكتاتور السوري الأسد هي مصدر ارتياح لكثيرين تعرضوا للتعذيب والقتل والإرهاب”.
وأضافت في بيان أن “العديد من اللاجئين الذين وجدوا الحماية في ألمانيا، يحدوهم الأمل بالعودة الى وطنهم الأم سوريا وإعادة بناء بلادهم”، لكنها حذرت من أن الوضع ما زال “غير واضح”.
وتابعت: “لذلك، لا يمكن في الوقت الراهن التنبؤ بالإمكانات الملموسة للعودة، سيكون من غير المهني التكهن بشأنها في وضع مضطرب كهذا”.
وأعلنت وزارة الداخلية النمسوية في بيان أن المستشار المحافظ كارل نيهامر أصدر تعليماته، الإثنين، للوزارة “بتعليق كل طلبات اللجوء السورية المفتوحة ومراجعة” كل الحالات التي منحت حق اللجوء.
وقال وزير الداخلية غيرهارد كارنر إنه “أصدر تعليمات للوزارة بإعداد برنامج ترحيل منظم إلى سوريا”.
وأشارت الوزارة إلى أن “الوضع السياسي في سوريا تغير جذريا، مع تسارع مفاجئ للأحداث في الأيام الأخيرة”، مضيفة أنها “تتابع الوضع الجديد حاليا”.
ويعيش حوالى 100 ألف سوري في النمسا، في ما يشكّل إحدى أكبر مجموعات اللاجئين في أوروبا، وينتظر الآلاف الموافقة على طلبات اللجوء التي قدّموها.
وسيتم أيضا تعليق طلبات لم شمل الأسرة الذي يسمح للسوريين في النمسا بإحضار أقاربهم إلى البلاد.
وحوالى 7300 سوري تقدموا بطلبات لجوء و”سيتأثرون” بالقرار الجديد.
“الصبر واليقظة”
دعت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الامم المتحدة، الإثنين، الى إظهار “الصبر واليقظة” في شأن قضية عودة اللاجئين السوريين الى بلادهم بعد إسقاط نظام الأسد.
لكن في ألمانيا، عاد الجدل إلى الحملة الانتخابية استعدادا للانتخابات التشريعية في 23 شباط/فبراير: اقترح النائب المحافظ (حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي)، ينس سبان، “استئجار طائرات” وتخصيص مبلغ قدره 1000 يورو “لكل من يريد العودة إلى سوريا”.
وعلى الدول الرئيسية التي تستقبل السوريين أن تعقد “مؤتمرا لإعادة الإعمار والعودة” مطلع عام 2025، كما أعلن النائب عن الحزب، فردريش ميرز ،الأوفر حظا لخلافة أولاف شولتس.
ويتقدم الاتحاد الديموقراطي المسيحي على حزب البديل من أجل ألمانيا، من اليمين المتطرف، في نوايا التصويت، ودخل الحزب الأخير البرلمان عام 2017 في أعقاب أزمة اللاجئين في 2015-2016.
وقالت أليس فايدل زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا إن “أي شخص يحتفل بسوريا الحرة في ألمانيا لم يعد لديه سبب للبقاء، وعليه العودة إلى سوريا فورا”.
وبعد فتح أبوابها للسوريين، شددت ألمانيا سياساتها المتعلقة بالهجرة، من دون وقف تقدم هذا الحزب المعادي للمهاجرين والذي فاز في انتخابات إقليمية لأول مرة في أيلول/سبتمبر.
كما أعلنت وزارة الداخلية البريطانية أن لندن علقت “موقتا” درس طلبات اللجوء للسوريين “إلى أن يتسنى تقييم الوضع الحالي” بعد سقوط الرئيس السوري.
“إشارة خاطئة”
ورغم أن نوايا مقاتلي المعارضة الذين أطاحوا الأسد لا تزال غير واضحة، كتبت صحيفة “شتوتغارتر تسايتونغ” أن على الاتحاد الأوروبي “دعم الحكومة الجديدة في دمشق من خلال تمويل إعادة الإعمار وتنظيم العودة المنظمة للاجئين”.
ودعا رئيس مجتمعات البلديات الألمانية، أخيم بروتل، إلى تشديد الرقابة على الحدود لمنع أنصار النظام القديم من اللجوء إلى ألمانيا، وبالتالي التمكن من “لقاء عائلات ضحاياهم”.
وانتقدت منظمة العفو الدولية “الإشارة الخاطئة تماما” التي بعثت بها برلين بتجميد درس طلبات اللجوء وتتعلق، بحسب المنظمة غير الحكومية، “بحوالى 50 ألف شخص”.
وكتبت المنظمة أن إعادة تقييم الوضع في دمشق “لا ينبغي أن يدفع ثمنه أولئك الذين يحاولون منذ سنوات بناء حياة جديدة”.
وردا على سؤال لفرانس برس في محل الحلويات الذي يعمل فيه في برلين، قال محمود زمل إن “جميع السوريين يريدون العودة لإعادة بناء” البلاد.
وأضاف اللاجئ، البالغ 25 عاما: “لكن عليهم الانتظار قليلا للتحقق من أن البلاد آمنة 100%”.
● تنويه لزوار الموقع (الجدد) :- يمكنك الإشتراك بالأخبار عبر الواتساب مجاناً انقر هنا ليصلك كل ماهو جديد و حصري .
source almnatiq