“فيسبوك”.. منصة التشويه الممنهج لصورة السعودية!

▪︎ واتس المملكة

.

المناطق_محمد الشقاء*

خلال رحلتي الأخيرة إلى بلد عربي، أتيحت لي فرصة التحدث مع إخوة عرب من جنسيات مختلفة: ليبيين، سوريين، ومصريين وجزائريين. كانت الحوارات عفوية ومتنوعة الأماكن، مرة في مقهى، وأخرى في مطعم الفندق، وأخيرًا في سيارة أجرة أثناء توجهي للمطار. ومع كل حوار، كنت ألاحظ وجود صورة مشوهة عن السعودية لدى البعض، صورة تنطلق من مغالطات أو حملات موجهة.

أبرز ما لفت نظري كان حديثهم عن ما يسمونه “سجن المشايخ”. بدا واضحًا أنهم لم يطّلعوا على خلفية هذه القضايا، فاكتفوا بروايات سطحية تستغل العاطفة الدينية دون أي معرفة بالحقائق. أوضحت لهم أن بعض هؤلاء والذي يطلق عليهم“المشايخ” لتعزيز قدسيتهم وأهميتهم؛ لم يكن سجْنهم ناتجًا عن آرائهم، بل عن أدوارهم في التخطيط لإثارة الفوضى، وتخابرهم ومشاركتهم في تجمعات واجتماعات مشبوهة مثل مؤتمر النهضة الذي أسهم بشكل مباشر في تحفيز الشباب العربي للانخراط في مسارات هدامة بغية سفك الدماء وإطاحة حكومات بلدانهم. فور سماعهم لهذه المعلومات، أبدى معظمهم دهشتهم، لأنهم لم يسمعوا مثل هذا الطرح من قبل.

ثم جاء الحديث عن موسم الرياض، والذي اعتبروه مكان فساد وانحلال، بناءً على فيديوهات رأوها على مواقع التواصل. وحين ناقشنا الأمر وبينت لهم أن هذه الفيديوهات مفبركة أو خارج سياقها الحقيقي واستشهدت بأمثلة عن حجم الكذب والتشويه المتعمد الذي يستهدف الفعاليات السعودية الكبرى وأكدت لهم أنني وعائلتي زرت موسم الرياض ثلاث مرات قبل سفري. كان هذا كافيًا ليغيروا نظرتهم، بل عبروا عن أسفهم لتصديقهم لتلك الأكاذيب دون تمحيص.

ومما أثار حوارًا إضافيًا موضوع مجسم الكعبة، الذي انتشر كالنار في الهشيم على منصات التواصل. هنا كان لزامًا أن أوضح لهم أن ما شاهدوه ليس إلا صناعة إعلامية حزبية بامتياز. شرحت لهم السياق الحقيقي للحدث، وكيف تم استغلال المجسم لتشويه صورة السعودية. اللافت في الأمر أنهم كانوا منفتحين على الاستماع وتقبل الحقيقة، بل أبدوا انزعاجهم من كونهم وقعوا ضحية لمعلومات مغلوطة.

هذه الحوارات، وإن كانت قصيرة ومحدودة، كشفت لي أن الصورة السلبية ليست وليدة الصدفة، بل نتيجة حملات ممنهجة تقودها أطراف حزبية معادية. تسعى إلى تشويه سمعة السعودية عبر التركيز على قضايا مختلقة أو مضللة، وتغذية الرأي العام العربي بمعلومات تحريضية ضد المملكة، التي باتت تقود تحولات كبرى على المستويين المحلي والعالمي.
لكن النقطة الأهم التي استوقفتني أن جميع من تحدثت معهم كانوا يستمدون معلوماتهم من فيسبوك، أكثر من أي منصة أخرى. بينما نحن، كسعوديين وخليجيين، نعتمد على منصة X (تويتر سابقًا) للتعبير عن رؤانا، مما خلق فجوة بين ما نعرفه وما يعتقدونه. هذه الفجوة تُستغل بشكل كبير من قبل الجهات التي تعمل على تشويه الحقائق، لتغذي منصات مثل فيسبوك بمحتوى موجه يستهدف الرأي العام.

السؤال الذي يفرض نفسه هنا: لماذا لا نوسّع حضورنا الإعلامي على هذه المنصات؟ لماذا نترك الساحة فارغة لمن يسعون لتشويه الصورة؟ فيسبوك، بكل ما يحمله من تأثير، يُعد ساحةً مفتوحة تحتاج منا جهودًا مكثفة للتواجد والتفاعل وتقديم الرواية الأخرى التي تضع الأمور في نصابها الصحيح.

مواجهة التشويه الممنهج لا تقتصر على الردود العابرة، بل تتطلب استراتيجية إعلامية متكاملة تسد الثغرات وتواكب التحولات. فالمملكة اليوم ليست فقط في مرحلة بناء داخلي، بل أيضًا في مرحلة تعزيز حضورها كقوة مؤثرة عالميًا.

*مستشار إعلامي

● تنويه لزوار الموقع (الجدد) :- يمكنك الإشتراك بالأخبار عبر الواتساب مجاناً انقر هنا ليصلك كل ماهو جديد و حصري .

source almnatiq

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى إيقاف مانع الإعلانات.
تنبيه

عزيزي الزائر 

 

نأسف لا تستطيع تصفح الموقع  

يجب إيقاف برامج الحجب لتستطيع تصفح الموقع بكل سهولة.

Close